top of page

ماكرون والحضور التّركي بإفريقيا

  • صورة الكاتب: Admin
    Admin
  • 5 ديسمبر 2020
  • 3 دقيقة قراءة

ree

فعل قوى خارجية مثل روسيا وتركيا وهي تلعب على حساسيات المرحلة ما بعد الاستعمارية لغرض تأجيج العداء ضد فرنسا." 

وأضاف ماكرون: - « ليس لنا أن نكون سذجاً إذ إن الكثيرين ممن يسمعون أصواتهم في وسائل الإعلام أو ينشرون فيديوهات هم من المأجورين ويعملون إما لصالح روسيا وإما لصالح تركيا». ولمزيد من الوضوح يؤكد ماكرون أنّ: - «أنظمة خارجية ومشاريع سياسية - دينية تلجأ إلى استغلال الاستعمار (السابق) وسيلة لاستهداف فرنسا بما في ذلك من الأجيال التي لم تعرف الاستعمار. وأنا أدعو لمواجهة هذه المرحلة من التاريخ من غير عُقد ولكن سعياً للوصول إلى الحقيقة. علينا ألا نخبئ شيئاً وأن نتقدم». لم يفصح ماكرون عن كثير من التفاصيل. إلا أن مصدراً فرنسياً فنّد الهجوم التركي الدبلوماسي التجاري الديني والاجتماعي في أفريقيا ناهيك بالحضور التركي العسكري في ليبيا الذي ترى فيه باريس تهديداً للمصالح الفرنسية الأوروبية وللاستقرار في بلدان شمال أفريقيا وبلدان الساحل الخمسة التي تتمتع فرنسا فيها بحضور تقليدي. وللتّدليل على جهود أنقرة تتحيّن الإشارة إلى أنّها تتمتّع اليوم بـ46 سفارة بينما يسيّر الطيران التركي رحلات إلى 60 مدينة أفريقية. وتتوالى زيارات الرئيس التركي إلى العواصم الأفريقية وتجارياً وصلت قيمة صادرات تركيا للقارة السوداء إلى 16 مليار دولار العام الماضي وهي تساوي

4 أضعاف ما كانت عليه في بداية هذه الألفية.

وتعوّل تركيا على المؤتمر السنوي التركي - الأفريقي لتعزيز حضورها كما تلعب على الوتر الديني الذي ترى فيه باريس تفعيلاً لـ«الإسلام السياسي». هذه الأسباب مجتمعة تفسّر «هجمة» ماكرون على الدور التركي في أفريقيا. وتشكو باريس حقيقة من مساعي أنقرة لاستخدام حضورها لاستهداف الوجود الفرنسي كما هو حاصل مثلاً في ساحل العاج.

توتّر بين باريس وأنقرة اندلع منذ قمّة الحلف الأطلسي في لندن في شهر ديسمبر الماضي وتصاعد خلال الأشهر الماضية على خلفية تنامي الدّور التركي في ليبيا وأنشطة أنقرة في المياه اليونانية والقبرصية التي دفعت الاتحاد الأوروبي للتّهديد بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على تركيا. ويُفترض أن يتخذ القادة الأوروبيون قرارهم بهذا الشأن في قمتهم المرتقبة يومي 10 و11 ديسمبر.

وفي هذا الخصوص، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أول من أمس، عقب مؤتمر افتراضي للقادة الأوروبيين، إنهم يرغبون في رؤية التطورات في الأسبوعين القادمين قبل النظر في مسألة العقوبات. مضيفة أنه «حصل اتفاق مسبق على مناقشة مسألة تركيا في قمتنا المقبلة المزمع عقدها في 10 ديسمبر، وبالطبع يجب أن نراقب التطورات في هذه الأثناء ونتخذ قراراً بعد ذلك. لا يمكن للمرء أن يقول أي شيء في هذه المرحلة». بيد أنها أردفت بأن «معظم التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن بالشكل الذي كانوا يرغبون في رؤيته». ولم تُخفِ ميركل استمرار الخلافات بين الأوروبيين بشأن العقوبات التي تضغط اليونان وقبرص وفرنسا ودول أخرى لفرضها على تركيا. وسبق للقادة الأوروبيين أن أمهلوا تركيا حتى نهاية العام لتضع حداً لاستفزازاتها وانتهاكاتها للسيادة المائية الأوروبية وهو ما لم تتوقف عن القيام به وآخر استفزازاتها زيارة إردوغان لمنطقة فاصلة في قبرص وإقامته مهرجاناً فيها ودعوته إلى تكريس وجود كيانين قبرصيين: -  واحد يوناني عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وآخرتركي لا تعترف به سوى أنقرة. من جانبه ندّد وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل عقب اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الاتحاد بالإجراءات التركية التي اتخذتها أنقرة مؤخراً ضد نيقوسيا معتبراً أنها تنتهك قرارات الأمم المتحدة بشأن الجزيرة المقسمة وتزيد من التوتّرات وقال بوريل: - " إن تركيا تدرك أن سلوكها يوسع الفجوة التي تفصلها عن الاتحاد

الأوروبي. " وبرأي المسؤول الأوروبي عن السياسة الخارجية، القمة المنتظرة ستقدم «إشارات مهمة» بشأن العلاقة بين بروكسل وأنقرة خصوصاً أن «الوقت ينفد ونحن نقترب من لحظة فاصلة في العلاقات مع تركيا». وتجدر الإشارة إلى أن بوريل كُلف منذ الصيف الماضي بإعداد لائحة بالعقوبات التي يمكن فرضها على تركيا. وكانت باريس أحد الأطراف الرئيسية التي دفعت باتجاه العقوبات. بيد أن عدة دول ما زالت مترددة ومن بينها ألمانيا التي سعت لكسب الوقت. وتتخوف برلين من لجوء أنقرة إلى ابتزاز الأوروبيين من خلال ورقة اللاجئين أو عبر تعبئة الجالية التركية الموجودة في ألمانيا وهي الأكبر في أوروبا بينما أطراف أخرى لا تريد الإساءة إلى علاقاتها مع تركيا بوصفها عضواً رئيسياً في الحلف الأطلسي. وكدليل آخر على التصعيد الفرنسي - التركي فإن باريس تسعى لمنع تركيا من أن يكون لها دور في الإشراف على وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الوساطة الروسية بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني قره باغ. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية أمس إن باريس تريد إشرافاً دولياً وهي تضغط من أجل «إشراف دولي» على وقف لإطلاق النار بغية السماح بعودة اللاجئين وتنظيم عودة المقاتلين الأجانب، خصوصاً من سوريا، فضلاً عن بدء محادثات بشأن وضع ناغورنو قرة باغ. وفرنسا عضو في «مجموعة مينسك» الموكل إليها منذ عشرين عاماً السعي لإيجاد حلول لأزمة ناغورني قره باغ، لكن هذه المجموعة كانت عاجزة عن التأثير على مسار الأمور أو التوسط لوضع حد للحرب.

تعليقات


Inscrivez vous à notre newsletter

Merci pour votre envoi !

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
  • Pinterest
  • Instagram
Barchica.png

     تقديم خدمات المعلومات في إطار التواصل والتفاعل من أجل تحقيق قدر أكبر من التقارب.

 Barchica2021

bottom of page