تنساب أنغام الزّكرة التي يبدع في ارتجالها ذلك الفنّان السّاحر حسب قوالب ومقامات شعبيّة تونسيّة دقيقة على وقع إيقاعات يضبطها طبّال سرعان ما تنسي الحاضرين متاعب يومهم وتهزّ كيانهم لينتفضوا بخفّة فيتحوّل هدوؤهم إلى حركات راقصة تنسجم مع تلك الطّبوع الشّعبيّة الرّائعة التي لا تملّها أذن السّامع الصّغير و الكبيرأبدا... في حين يكتفي آخرون بمصاحبة الإيقاعات بالتّصفيق ...
هذه الإيقاعات المنتظمة و المتواترة تذكّرني أيضابـ:
ــ " هيّا تسحّروا "
وهما كلمتان اعتاد أهالي مدينتي سماعهما كامل ليالي شهر رمضان المبارك قبل حلول موعد الإمساك مرفوقة بضربات على الطبل في إشارة لقرب موعد الإمساك و ضرورة الاستيقاظ لتناول ما كتب الله من السّحور ( الوجبة التي تسبق الإمساك).
تلك عادة لم تغب منذ طفولتنا ففي السّاعات الأخيرة من كل ليلة يجوب الطّبّال شوارع المدينة رافعا صوته وضاربا طبله منبها الأهالي إلى قرب موعد الإمساك فيتفاعلون معه ومع مجهوده ثمّ يتركهم إلى الأحياء الأخرى على أمل اللّقاء بهم في اللّيلة الموالية ...
وفي يوم العيد ينال منهم ما يشتهي من الهدايا في أجواء احتفاليّة مع بركات العيد السّعيد أعاده الله علينا جميعا بالخير و البركة.
Comments